بِسم الله الرحمن الرحيم
السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاته
أعلم بأنَ الكثيرينَ مِنَ المُدَونين يَرغَبونَ بـ طرح أفكارِهِم الخاصة، ولَكِن العُقدة كُلُ العُقدة هيَ كيفية إيصال هذهِ المعلومة إلى القُراء، صحيحٌ بأنَهُم يَملِكونَ الفِكرة، لكِن كما يُسَمى، شَيطان الكِتابة –إن صَحَت التَسمية-، الإلهام أيُهُما أقرَبُ إلى قلبِكَ أيُها المُدَوِن، لم يَصِل إليك، أو أنتَ لم تَصِل إليه.
بـ الأمس واجهَتني نَفسُ المُشكِلة، لَديَ فِكرتان عن تَدوينتان، الأفكارُ مَوجودة، لكِن الإلهام أو شَيطان الكِتابة لَم يَصِلا لي، رُغمَ مُحاولاتي الكثيرة في كِتابةِ مُقَدِمة مُناسِبة، لكِن دائِما مايَئولُ الأمر إلى وقوفِ مؤَشرِ الكِتابة على السطرِ الثالث مِنَ التدوينة.
اليَوم سأكُتُبُ ما كُنتُ سأُخبِرُكُم بِه بِشكلٍ بَسيط، لن أتعَمَقَ في التَدوينَتَين كثيراً، إنما فَقَط سأذكُرُ الأفكار التي كُنتُ سأبني عليها تَدوينتاي.
التدوينة الأولى:-
عَجز المقاييس*، أتكَلَمُ في هذهِ التَدوينة عن المقاييس الخاصة لـ كُلِ شَخص، مثلاً نَظرَتُ بعضِ الأشخاص عن حدث مُعَيَن، لِكُلِ شخصٍ مَوجودٍ في هذا الحدث نظرة خاصةُ بِه، نحنُ لن نَتَطَرَق لـ صِحةِ هذهِ النظرة مِن عَدَمِها، نحنُ نَتَحَدَث عن إختِلاف وُجُهات النظر، نتَحَدَث عَن التَسَرُع في إصدار القرارات والإتهامات دونما تَفكيرٌ مَنطقي.
المقياس الخاص بِنا نَحنُ السعوديين عامةً للأسف مقياسٌ عاطِل، دائِما ما يَكونُ مِقياسُنا دونما تَفكير وَمَبني على قرارات غَير مَدروسة وَغيرُ صَحيحة، فالنَنظُر إلى بعض الفتاوى الشيطانية كـ مِثال، مُمارسة الطالِبة للرياضة المدرسية، المقياس هُنا مُختَلِفٌ لَدى الناسِ عامةً، لكِن لـ نَنظُر إلى مقياس بعض خفافيش الظلام، أنَ مُمارسة الفتاة لـ الرياضة تُفسِدُ عِفتها، وأنها -أي الرياضة- غَيرُ مُناسِبة لَهُن، وباقي هذهِ المقاييس.
المقاييس لا نَختَلِفُ على أنها مٌختَلِفة، ولا نَملِكُ القُدرةَ على توجيهِ الناس إلى المقاييس الصحيحة، لكِن على الأقل يُمكِنُنا إرشادُ الناس إلى الفَهم الكامِل لـ حدثٍ مُعَيَن قبلَ إطلاقِ الأحكام أو التَمَسُك بـ بعض المقاييس.
التَدوينة الثانية:-
الرُجولة، تتكَلَمُ هذهِ التدوينة عن النظرة الشرقية لـ معنى الرجولة، وكَيفَ أنَ الرُجولة كَلِمة مُقَدَسة في القاموس الشرقي، يَكفينا دليلاً بأنَ مَن يُطلق عليهِ بأنهُ غَيرُ رَجُل يُهان، ولدى بعض الأشخاص، هيَ عار.
طُرُق الرَجُل الشرقي في إثباتِ رُجولَتِه مُتَنَوِعة أوَلُها هيَ الفُحولة أو التَكاثُر، فَـ الرَجُل الذي يَمتَلِك مشاكِلَ في الإنجاب، هُوَ شَخصٌ ناقِص.
أيضاً مِن مظاهِر الرُجولة لدى بعض الرِجال الشَرقيين، هيَ تَجديد الفِراش، فما إن تَتَسَهَلُ أُمورُهُ المادية أو وَجود مشاكِل بينَهُ وَبينَ زوجِتِهِ الأولى أو على أقل تَقدير وفاة زَوجَتِه، إلا وَيُبادِرُ البَعض لـ تجديدِ فِراشِهِم على حِساب أمورٍ أُخرى مُهِمة، مِثل الأبناء.
رغبة الرَجُل في الزواج الثاني أو الثالِث، لامُشكِلةَ فيه، لكِن المُشكِلة هيَ تناسي البعض بأنَ الزَوجة الجَديدة هيَ ليسَت أُمً بـ معنى الأُم لـ أبنائِه مِنَ الزوجةٍ الأولى، وَدونما إهتِمام، غالِباً، يَترُكُ هذا الفَحل الحَبلَ لـ زَوجَتِه الجَديدة في السَيطَرة على حياة الأبناء -مِنَ الزوجةِ الأولى- وَخُصوصاً البَنات.
مايؤلِم هُوَ ربط كُل شيء في الرَجُل لأنَهُ رَجُل، تَزَوَج أنت رجال ماحد يكلمك، الرجال شايل عيبه، وغَيرُها مِن الألفاظ والتَصَرُفات التي أصبحَت قواعِد وَ أُمور مُسلماً بِها في مُجتمعاتِنا الشرقية.
أتمنىَ أن تَكونَ هذهِ المِسودات مُفيدةً لَكُم.
* عَجز المقاييس هيَ تَدوينة إقتَبَستٌ عُنوانها مِن مُدَوِنة المُدَوِن متعب.
مَشكورين على التواصُل...
معَ تحياتي وأشواقي...